عشق ممنوع


           《عشق ممنوع 》

بقلم : خالد عبد الكريم
هنا الصحافة / بغداد
ألتقيا صدفةً بلا حواجزٌ ولا مفارقاتٌ ضربتْهما عاصفةُ العشقِ القويةُ؛ زلزتْ مشاعرَهما المرهفةِ، وحركتْ تلك القلوبِ البيضاء، فتجاذبَتْ النظراتُ الخجولةُ وارتعشتْ الأيادي والأجسادُ؛ فولدتْ قصةُ حبٍ جميلةٌ بسؤالٍ بسيطٍ واجابةٍ أبسط فحديثٌ متناثرٌ غير مرتبٍ أو منمقٍ تفوحُ منه عطورُ الطيبةِ والفطرةِ الربانية، التي تدلّّ على النقاءِ والخجلِ يكادُ يكون السمةُ الأولى في هذا اللقاءِ البريء . تعرفا على بعضيهما صدفةً وبعجالةٍ وكأنهما يعرفان بعضهما منذُ عشرين عاماً ؛ أرادتْ القلوبُ أن تتعانقَ! لكن الأجسادَ ارتعشتْ خجلاً وخوفاً فهذه هي بدايةُ العشقِ الجميلةِ أوقعتْ بينهما بدون سابق إنذار . فبدأَ العشقُ يكبرُ يومٍ بعد يوم ويتبادلُ العاشقان الحبَ عبر الرسائلِ القصيرة ، ويكتبان القصائدَ والأشعارَ وما إن حانَ وقتُ اللقاءِ حتى علمَ إنها ليستْ من قريةٍ عاديةٍ بل من تلك القرية التي تقعُ في الجنوبِ البعيدِ تفتَتْ قوتُهُما وشلتْ حركتُهما نظرةَ الواقعِ الأليمِ؛ لحبِهما كادتْ تقتلُهما فكلاهما من مكانٍ مختلفٍ وبينهما خصومة وعداء؛  سرعان ما أقنعتهم رياحُ الحبِ بالاستمرارِ وحاولا أن يكسرا الحواجزَ التي رسمَها القدرُ في طريقِهما. ولكن كلَّ تلك المحاولات لن تنجحَ؛ وظلَّ العشقُ حبيسَ القلبين ، وينزفُ ألماً ليل نهار لا تستطيعُ هي أن تترك كل مالديها وتفوزَ بحبيبٍ وزوجٍ قد يكون لها الأهل والدار، ولا يستطيع هو أن يدخلَ قريتَهم فيسقطَ ضحيةً لذلك العداء والثأر القبيح الذي نالتْ تبعاته منهما وذبح قلبيهما من طيلةِ الإنتظارِ . حتى حانَ موعدُ القرارَ؛  الذي جاءَ ليقضي وينسفُ كلَّ المشاعرِ والأحاسيسِ الجميلة ويقطعُ أملَ الارتباطِ بين قلبين عشقا فتألما وأنتهى بهما القدر بعشقٍ ممنوعٍ ومستحيلٍ أن يجتمعا إلا بمعجزةٍ من الخالق الجبار!! ودّعتْ القلوبُ العاشقةُ بعضَها بعد أن سحقَها الإنتظارُ وبقى العشقُ شعوراً قاتلاً لمن يريدُ الصبرَ وتَحمُلَ الواقعِ ومرارةَ الأقدارِ ...
شاركه على جوجل بلس

عن وكالة هنا الصحافة الاخبارية

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق