وحدة من نوعٍ آخر

 قصة قصيرة بعنوان / وحدة من نوعٍ آخر

بغداد / هنا الصحافة / بقلم /فاطمة جوري السراي

انهاالساعة التاسعة مساءاً وكعادتها يومياً تناولت مريم وجبة العشاء وصعدت الى عالم الوحدة الذي انشئته دون وعي منها .نادت عليها والدتها اين تذهبين تعالي وتناولي الشاي معنا فقد اعددتهُ على الفحم وطعمه لذيذمريم: لااريد فالشاي من المشروبات المنبه ويبقيني مستيقظة.قالتها وهي تريد ان تشرب الشاي لكنها متلهفة الى عالمها المليء بالوحدة والكئابة عالمها الذي اصبح عادتها التي تمارسها دون وعي. صعدت الى غرفتها اسدلت ستائر غرفتها وقامت بتشغيل المدفئة واطفئت نور الغرفة تمددت على سريرها حملت هاتفها بين يديها واخذت تقلب صفاحتها في مواقع التواصل الالكتروني وبقيت تعلق وتقوم بتنزيل المنشورات للأصدقاء وبين ردا وآخر على تعليقات اصدقائها وبين موقع وآخر انتبهت للوقت انها الساعة الثانيةعشر بعد منتصف الليل اه الوقت مر بسرعة دون ان احس به اوه صديقاتي اليوم لم اكلمهن لاادري مالذي حصل مع سارة وحبيبها الذي اكتشفت خيانتهُ لها لابد ان اعرف؛ دخلت الى الفايبر والقت التحية على صديقاتها وبينما ترد صديقاتها على كلامها تذهب لتأخذ جولة في صفحاتها وهي تحرك بعيينياها بسبب اشعة الهاتف .
انها الساعة الثانية صباحاً وضعت مريم الهاتف على طاولة بالقرب من سريرها واغمضت عيناها لتتأمل سقوط قطرات المطر على زجاج نافذتها اخذت الافكار تراودها ورأسها يؤلمها مالذي فعلته هذا اليوم ماهذه الكئابة والوحدةالتي اعيش بها من دون ان يرهقني احد ياالهي ماالذي اعانيه ماهذا العالم الذي اعيشه الروتين كتم على انفاسي حتى زخارف ستائري حفظتها وعرفت قياساتها بالملم الوحدة ارهقتني ..تلقائيا اخذت دموعها تنهال على وجنتيها وبدأت عضلات قلبها بالتشنج وضاق عليها التنفس بدأت مريم بالصراخ اني اختنق اختتق امي امي لكن لن يجيبها احد فقد فارقت روحها الحياة وهي تصرخ اريد ان ارجع الى امي واهلي ارجعوني امي امي وهي تصرخ بصوتٍ عال امــــي
افاقت مريم على صوت والدتها التي اتت لتصحيها بعد سماع صراخها .افاقت مريم وبصورة مرعبة وجبينها مليء بالعرق واحتضنت امها هل هذا حلم ام حقيقة وبدأت بقرص وجنتاها ومن شدة الخوف ذهبت لتنظر من نافذتها لتتأكد هل هذا حلم ام واقع..امي لن اشبع منك ومن جلساتك لن افارقكِ بعد اليوم اني مقصرة اتجاهك واتجاه ربي لقد اراني الله هذا المنام عن حياتي اليومية لكي اصحو من غفلتي والوحدة التي اعانيها..وحدة انا مجنونة ايُ وحدة اتكلم عنها وانتِ بالقرب مني هذا عالم انا اعتمدته دون وعي انا غبية انا مجنونة لن ادع احد يتحكم بي بعد الان.

شاركه على جوجل بلس

عن وكالة هنا الصحافة الاخبارية

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق