(غبار الحرب)

(غبار الحرب)
بقلم / الملاك البريْ
بغداد / هنا الصحافة

حياتهم على شفى حفرة من الموت يسهرون على أصوات دوي المدافع و إطلاق الرصاص.
أرواح قد قيدتها المأسي، أنفاس قد قطعها الخوف.
ملامح البرائة والطمأنينة كلها قد محاها غبار الحرب.
إعتلت الوجوه تلك النظرات الميته وجفاف الكلام قد ملئ الأجواء ،يتجرعون كأس الألم الممزوجة بليأس.
لم يعد لهم أي أمل بالعيش، يعدون ساعاتهم الأخيره لا يعلمون هل سترف أعينهم بعد لحظات أم أنهم سيلحقون بمن سلم أمانته قبلهم.
جوع برد وخوف، جدار من الهدوء قد كسره خطوات أثقلتها الجراح.
أم تحمل إبنتها وقد ترك رصاص العدو بصمته عليها وعلى صغيرتها.
تصارع جراحها غير آبهه لدمائها التي تنزف بحدة، لاشيء أمام عينيها سوى أن تنقذ إبنتها التي توشك أن تلفظ أنفاسها الأخيرة بين يديها.
دقات قلبيهما أشبه بطبول يقرعها مجنون أصم يحاول سماع عزفة.
تقف الأم صارخه تتألم، ثم وبصوت متقطع الأنفاس تستنجد بأحد لينقذ صغيرتها.
إقترب أحدهم مسرعًا محاولاً
إنقاذهما،ودموع الفرح قد إعتلت وجه الأم إلا أنها شعرت فجأة بخطر يتربص بها من خلفها.
ألتفت لتجد صنماً عديم الرحمة يوجه سلاحه بقلب بارد نحوهما.
وما هي إلا لحظات حتى أيقنت بأن الموت قد دنى منها فركعت أرضاً.
لتحتضن صغيرتها للمرة الأخيرة وتستقبل وابل الرصاص الذي قد زرع في جسدهما الطاهر.
لينهي بذلك حياتهما متبعًا بذلك حياة الرجل الذي أتى لنجدتهما.

شاركه على جوجل بلس

عن وكالة هنا الصحافة الاخبارية

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق