كورونا يغير وجه العالم ..؟!

كورونا يغير وجه العالم ..؟!
بقلم / فراس الغضبان الحمداني
بغداد / هنا الصحافة
يجمع الخبراء والباحثون في كبريات المؤسسات البحثية والأكاديمية على حقيقة مفادها أن العالم بعد كورونا سيتغير تماما على مستوى السياسة والإقتصاد والهيمنة والعادات المجتمعية وعلاقة الحكومات بالشعوب ، فكثير من القضايا الملحة سترتبط بالتحديات الناتجة عن المنافسة والأولويات التي تحتاجها الدول التي قد تضطر لممارسة الإستبداد والمركزية في التعامل مع المتطلبات الناشئة ، فقد نجحت الدول المستبدة كالصين في حماية كافة الأفراد دون تمييز وقدمت لهم العلاج حتى خرجت الصين من قائمة الدول الموبوءة ، بينما إنهارت دول ديمقراطية كأمريكا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا وأسبانيا كانت تتبجح بالإقتصاد والتحرر ولكنها تخلت عن نهجها وبدأت تفاضل بين مرضاها فتتخلى عن كبار السن لحساب الأقل عمرا ، لكن الخبراء يتحدثون عن تطورات كبرى بعد كورونا يمكن اجمالها بالتالي .
فيقول أحد الباحثين :
سوف يؤدي هذا الوباء إلى تقوية الدولة و تعزيز الحالة الوطنية ، و سوف تتبنى الحكومات بجميع أنواعها إجراءات طارئة لإدارة الأزمة ، وسوف يكره الكثيرون التخلي عن هذه السلطات الجديدة بعد إنتهاء الأزمة .
سوف يساعد فايروس كورونا COVID -19 أيضًا على تحول السلطة والنفوذ من الغرب إلى الشرق . لقد كانت إستجابة كوريا الجنوبية وسنغافورة بشكل أفضل ، وكان رد فعل الصين جيدًا بعد مجموعة من الأخطاء في بداية الوباء . أما الإستجابة في أوروبا وأمريكا فقد كانت بطيئة وعشوائية بالمقارنة مع دول جنوب شرق آسيا ، مما زاد من تشويه هالة "العلامة التجارية" الغربية .
إن الأمر الذي لن يتغير هو طبيعة السياسات العالمية المتضاربة جذريًا ، فالأوبئة السابقة لم تنه تنافس القوى العظمى ولم تمهد الطريق نحو حقبة جديدة من التعاون العالمي ، فالأوبئة السابقة - بما في ذلك وباء الإنفلونزا في 1918- 1919 - لم تضع حدا لتنافس القوة ولم تفض إلى عهد جديد من التعاون العالمي . لن يشهد العالم بفعل هذا الوباء تراجعاً عن العولمة المفرطة ، في الوقت الذي يتطلع فيه المواطنون إلى حكوماتهم الوطنية لتوفير الحماية لهم ، بينما تسعى الدول والشركات للحد من نقاط الضعف المستقبلية .
بإختصار ، سوف يخلق هذا الوباء عالمًا أقل إنفتاحًا وأقل إزدهارًا وأقل حرية . و ما كان للأمر أن يكون بهذه الصورة بيد أن وجود فيروس قاتل مع تخطيط غير صحيح وقيادة تفتقر إلى الكفاءة وضع البشرية على مسار جديد ومثير للقلق .
ويشير باحث آخر إلى أن هجوم الفيروس التاجي هو القشة التي قصمت ظهر بعير العولمة الإقتصادية . لقد أثارت القوة الإقتصادية والعسكرية المتنامية للصين عزم الولايات المتحدة وتصميمها على فصل الصين عن التكنولوجيا العالية والملكية الفكرية الأمريكية المصدر ومحاولة إجبار الحلفاء على أن تحذو حذوها . إن الضغط الشعبي والسياسي المتزايد لتحقيق الهدف المتمثل بخفض إنبعاثات الكربون أثار تساؤلات حول إعتماد العديد من الشركات على سلاسل الإمداد لمسافات طويلة . اما الآن ، فان فايروس كورونا بدأ بإجبار الحكومات والشركات والمجتمعات على إتخاذ خطوات تعزز من قدرتها على التعامل مع فترات طويلة من العزلة الإقتصادية الذاتية .                      
شاركه على جوجل بلس

عن وكالة هنا الصحافة الاخبارية

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق