جـبـارة الـروح

هنا الصحافة / بغداد
بقلم / رانيا علي
جـبـارة الـروح 
_______
"حياة" انا فتاة ابلغ الـ 18 من عمري ، ليس لدي عائلة كاملة فأنا يتيمة " الاب " فقد اسوفاه الله في حرب داعـش عـام 2013 وليس لدي اخوة او اخوات ، ولكن لي ام عظيمة تغنيني عن حاجتي لأخوة او لإبي الذي فقدته لم تقصر بدورها كـ ام او كـ اخت او كـ صديقة انها سند لي في حياتي… 
كنت قد نجحت من الاعدادية بمعدل يتيح لي فرصة القبول في كلية الصيدلة التي لطالما حلمت بها اضافة الى حلمي لأكمال تعلمي عزف الكمان الذي بدأت بحظور بعض الدورات التعليمية للعزف كان كل شيء يسير على ما يرام ، ولكن لم يدوم ذلك ففي تاريخ 2015/8/24 كان اتعس يوم في حياتي واكبر صدمة في عمري كلهُ ! انه يوم استقبالي لمرضي "سرطان العظام" في قدمي! يوم ان علمت بذلك وبعد ان حاولت تقبل الامر وتهدئة نفسي من البكاء والمشاعر التي فاضت مرة واحدة مني قد اصبحت طوال وقتي افكر به واحسب دقائق على موتي وانظر لكل ما حولي وكأني اخر مرة سأراه ، لقد انعزلت عن صديقاتي وعن دورات الموسيقى التي كنت اذهب لها لأتعلم عزف الكمان واعتزلت التفكير بأي شيء لايخص امي والسرطان وجلست اعد ايامي لـتلقيي العلاج الكيمياوي الذي كان يدخل جسدي كلنار ويسير بين اوردة جسدي ! كان الالم اشبه بأنتزاع الروح من جسدي اشبه برؤس صغيرة حادة تسير في شرايني واوردتي كدت اجن من ذلك الوجع المميت! اصبحت ايامي سوداء تماماً وكأني اتحضر للرحيل لحين ذلك الوقت! الذي التقيت بمرافقتي في نفس الغرفة التي نستلقي بها بعد جرعات الكيمياوي حينها اخذت وقت من زمن وانا اتأمل جفونها بدون رموش ورأسها بدون شعر ووجهها البدون حاجب وكأني انظر الى نفسي وفي ذات الوقت علمت اني لست الوحيدة التي اعاني انها مثلي ولكنها مبتسمة! ف انساب في فكري الفضول وسألتها عن سبب ابتسامتها؟ اخبرتني
- انه حبيبي الله ، هو الوحيد الذي يرى جمال داخلي وهو الوحيد الذي يستطيع تخفيف المي ويقف الى جانبي في كل وقت واني واثقة بأنه سيشفيني ! 
استغربت عما تقوله وعن ايمانها العميق بالله؟ وتجاهلت ما قالته على اية حال انها مريضة ما الفائدة من ذلك الايمان ! وبعد مرور ايام طرق مسامعي خبر وافتها! حزنت كثيراً وشق قلبي خوف والم عميقين جداً وشعرت بأني التالية ، واخذت افكر باخر كلام قالته لي عن الله لماذا لم ينقذها رغم ثقتها به؟ وفي اخر تفكيري اسنتجت بأنه الموت هو التالي ولكن الله هو من يقرر ذلك وان لم ابتسم في اخر لحظاتي واؤمن بالله فمتى سافعل ذلك؟ ليس هناك وقت للندم ، لذا قررت ان اعيش حياتي مهما كلفني الامر وان الله سيجبرني ويشفيني ، فقررت الكتابة لأعبر عن مايدور بي من اوجاع لأصلها لناس وعن كمية القوة في الوقت ذاته استمررت في ذلك طوال فترة العلاجر، ولكن في احدى الايام كان الخبر الصدام الذي هشمني حقاً لقد اخبرني الطبيب بضروره بتر ساقي!!! ياللهي ماذا حدث لاستحق ذلك اخذت بلبكاء والتألم وتقبلت ذلك القرار وعشت بساق واحدة ورغم هذا لم اتراجع عن ثقتي وايماني بالله ، وبعد مرور سنة لقد شفيت تماماً من ذلك المرض بفضل الله وعونه لقد جبر بروحي ونجحت في اطلاق اول كتاب لي لمحاربة مرض السرطان وليس هذا ققط! بل اصبحت محترفه في عزف الكمان واكملت دراستي كل ذلك فقط بساق واحدة! وبعون الله الذي لطالما سندني وفتح لي الامل لهذه الحياة وجعل النور في قلبي لأرى جمال ما املك ولأدرك قوتي الكبيرة في هذا العالم 
هو من جبر تلك الروح المهشمة والاحلام المحطمة وأخذ بيدي نحو الامام لذلك ان غاب عنك الجميع في محنتك وأن لم تجد من يجبرك فقط ثق بالله فهو الجبار كيف يترك قلباً يرفرف تحت عرشة دون ان يجبره
شاركه على جوجل بلس

عن وكالة هنا الصحافة الاخبارية

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق