قصة قصيرة / عن أهانة الأهل لأبنائهم
بغداد/هنا الصحافة/ بقلم / سارة محمد
في الساعة الثانية ليلاً في كوخٍ صغير
يستلقي على الأرض شاب أسمه سام
ويغط في نومٍ عميق .
فجاءة يفتح باب الكوخ بقوة ليدخل رجل سكير يتمايل في مشيته ماسكاً زجاجة المشروب ويغني بصوتٍ عالي
توقف بالقرب من سام وقام بركله بقدمه وقال له : انهض أيها الفاشل اليس لديك عمل الأن تباً لك فكل ما تفعله هو النوم والنوم وليس من ورأك أي فائدة
وقام بركله مرة أخرى وبقوة
أستيقظ سام مفزوع مابك ياأبي
هيا أنهض الساعة الأن الثانية ليلاً
قم فهناك الكثير من المنازل بأنتظارك لتسرقها
سام : ابي أنا لا أريد القيام بهذه الأعمال السيئة أرجوك
دعني وشأني
ولماذا لا تريد هل وجدت عملاً ؟
سام : كلا لم أجد
بالطبع لن تجد فلا أحد يرضى بتشغيلك عنده لأن ابوك رجل سكير
هيا قم أيها الفتى الغبي وأسرق منازل الأغنياء فقد نفذت نقودي وأريد شراء المشروب
سام : ابي ارجوك فهذه العمل سيئ وحرام
الاب : اخرس ايها الأحمق لقد أبتلاني الله بك وبأمك الغبية التي أنقذتني بأنتحارها
لم لا تفعل مثلها وتنتحر لكي أرتاح كلياً
سام : أمي لم تفعل ذلك رغبة منها بالأنتحار بل فعلته للتخلص من ظلمك وأهاناتك لها
يكفي أيها الفاشل هيا أخرج وأجلب لي المال
سام : ياالله لم لا يكف عن شتمي وشتم أمي الا يكفي بأنها أنتحرت بسببه
خرج سام من الكوخ قلبه مكسور وعيناه مدمعتان ويحمل بداخله كم هائل من الخذلان
ذهب الى شارع الأغنياء ودخل أحد البيوت فصادفته غرفة تحتوي على مكتبة كبيرة جداً دخل أليها وأخذ أحد الكتب فتحه وقام بشم أوراقه وأحس برائحة جميلة تخترق صدره وتملئ رئتيه
قرأ الأسطر الأولى من الكتاب وامتزجت روحه مع الكلمات فحلق معها الى السماء تاركاً خلفه خيبات الأمل التي صاحبته منذ الطفولة
فسمع صوت رجل قادم من خلف المكتب الفخم
هل أتيت لتسرق الكتب ؟
سام : كلا يا سيدي وأعاد الكتاب الى المكتبة
فسألها الرجل أذاً لماذا أتيت الى منزلي
سكت سام ولم يجب على سؤاله
قال الرجل : أذاً أتيت لتسرقه اليس كذلك
أجاب سام : نعم لكني مجبر على القيام بهذا الفعل الحقير
الرجل : ومن يجبرك
رد سام قائلاً : ابي من يجبرني على السرقة لأجلب له المال لكي يشتري به المشروب والطعام
قال له الرجل : لماذا لا تعمل بدلاً من السرقة فأنت في مقتبل العمر وتستطيع أن تعمل
رد سام : لا أحد يرضى أن يشغلني عنده لأن أبي سكير ولديه مشاكل وديون كثيرة
الرجل : حسناً ماأسمك
أسمي سام
الرجل هل تحب الكتب ؟
سام : كثيراً لكني ابي يمنعني من قرأتها
الرجل : حسناً يا سام تستطيع ان تأخذ واحداً من هذه الكتب لتقراءه من دون علم والدك وترجعه بعد ما تنتهي منه
وتأتي لي كل يوم لنقرأ في هذه المكتبة
وخذ هذه الأموال اعطيها لوالدك لترتاح من توبيخه لك وغداً سوف أتصرف معه
الرجل : اين اجد والدك ؟
سام : ابي يتواجد في الحانات هناك تستطيع رؤيته
في اليوم التالي ذهب السيد المحترم الى والد سام وهدده بأن يترك سام وشأنه والا سيخبر الشرطة بأنه يستخدم مراهق لسرقة اموال الأغنياء
بكى والد سام وترجاه بأن يصفح عنه وأنه سيترك سام وشأنه
أما سام فكان يقرأ الكتاب الذي أستعاره من السيد المحترم وشعر وللمرة الأولى بأنه أنسان
اكمل الكتاب وذهب الى السيد وأخبره بأنه اكمله تعجب من سرعة قراءته وأعطاه واحد أخر
وظل يتردد على السيد المحترم كل يوم ليقرأ الكتب ويعطيه السيد محاظرات في الكتابة والقراءة ومحاظرات أخلاقية
فبدأ سام يتغير شيئاً فشيئاً من لص فاشل
الى انسان مهذب محب للقراءة ولاحظ السيد المحترم موهبة الكتابة لدى سام عندما قراء كتاباته وكانت تحتوي على سرد رائع وخواطر جميلة فقام بتدريبه وتعليمه على اصول الكتابة وأساسياتها تطور سام كثيراً
وأنتقل للعيش مع السيد المحترم في بيئة محترمة
أما والده السكير فبقي في الكوخ القديم بين زجاجات الكحول والأقذار وبعد فترة وجيزة أصبح سام كاتباً وأطلق كتابه
الأول بعنوان ( ولادة جديدة )
بغداد/هنا الصحافة/ بقلم / سارة محمد
في الساعة الثانية ليلاً في كوخٍ صغير
يستلقي على الأرض شاب أسمه سام
ويغط في نومٍ عميق .
فجاءة يفتح باب الكوخ بقوة ليدخل رجل سكير يتمايل في مشيته ماسكاً زجاجة المشروب ويغني بصوتٍ عالي
توقف بالقرب من سام وقام بركله بقدمه وقال له : انهض أيها الفاشل اليس لديك عمل الأن تباً لك فكل ما تفعله هو النوم والنوم وليس من ورأك أي فائدة
وقام بركله مرة أخرى وبقوة
أستيقظ سام مفزوع مابك ياأبي
هيا أنهض الساعة الأن الثانية ليلاً
قم فهناك الكثير من المنازل بأنتظارك لتسرقها
سام : ابي أنا لا أريد القيام بهذه الأعمال السيئة أرجوك
دعني وشأني
ولماذا لا تريد هل وجدت عملاً ؟
سام : كلا لم أجد
بالطبع لن تجد فلا أحد يرضى بتشغيلك عنده لأن ابوك رجل سكير
هيا قم أيها الفتى الغبي وأسرق منازل الأغنياء فقد نفذت نقودي وأريد شراء المشروب
سام : ابي ارجوك فهذه العمل سيئ وحرام
الاب : اخرس ايها الأحمق لقد أبتلاني الله بك وبأمك الغبية التي أنقذتني بأنتحارها
لم لا تفعل مثلها وتنتحر لكي أرتاح كلياً
سام : أمي لم تفعل ذلك رغبة منها بالأنتحار بل فعلته للتخلص من ظلمك وأهاناتك لها
يكفي أيها الفاشل هيا أخرج وأجلب لي المال
سام : ياالله لم لا يكف عن شتمي وشتم أمي الا يكفي بأنها أنتحرت بسببه
خرج سام من الكوخ قلبه مكسور وعيناه مدمعتان ويحمل بداخله كم هائل من الخذلان
ذهب الى شارع الأغنياء ودخل أحد البيوت فصادفته غرفة تحتوي على مكتبة كبيرة جداً دخل أليها وأخذ أحد الكتب فتحه وقام بشم أوراقه وأحس برائحة جميلة تخترق صدره وتملئ رئتيه
قرأ الأسطر الأولى من الكتاب وامتزجت روحه مع الكلمات فحلق معها الى السماء تاركاً خلفه خيبات الأمل التي صاحبته منذ الطفولة
فسمع صوت رجل قادم من خلف المكتب الفخم
هل أتيت لتسرق الكتب ؟
سام : كلا يا سيدي وأعاد الكتاب الى المكتبة
فسألها الرجل أذاً لماذا أتيت الى منزلي
سكت سام ولم يجب على سؤاله
قال الرجل : أذاً أتيت لتسرقه اليس كذلك
أجاب سام : نعم لكني مجبر على القيام بهذا الفعل الحقير
الرجل : ومن يجبرك
رد سام قائلاً : ابي من يجبرني على السرقة لأجلب له المال لكي يشتري به المشروب والطعام
قال له الرجل : لماذا لا تعمل بدلاً من السرقة فأنت في مقتبل العمر وتستطيع أن تعمل
رد سام : لا أحد يرضى أن يشغلني عنده لأن أبي سكير ولديه مشاكل وديون كثيرة
الرجل : حسناً ماأسمك
أسمي سام
الرجل هل تحب الكتب ؟
سام : كثيراً لكني ابي يمنعني من قرأتها
الرجل : حسناً يا سام تستطيع ان تأخذ واحداً من هذه الكتب لتقراءه من دون علم والدك وترجعه بعد ما تنتهي منه
وتأتي لي كل يوم لنقرأ في هذه المكتبة
وخذ هذه الأموال اعطيها لوالدك لترتاح من توبيخه لك وغداً سوف أتصرف معه
الرجل : اين اجد والدك ؟
سام : ابي يتواجد في الحانات هناك تستطيع رؤيته
في اليوم التالي ذهب السيد المحترم الى والد سام وهدده بأن يترك سام وشأنه والا سيخبر الشرطة بأنه يستخدم مراهق لسرقة اموال الأغنياء
بكى والد سام وترجاه بأن يصفح عنه وأنه سيترك سام وشأنه
أما سام فكان يقرأ الكتاب الذي أستعاره من السيد المحترم وشعر وللمرة الأولى بأنه أنسان
اكمل الكتاب وذهب الى السيد وأخبره بأنه اكمله تعجب من سرعة قراءته وأعطاه واحد أخر
وظل يتردد على السيد المحترم كل يوم ليقرأ الكتب ويعطيه السيد محاظرات في الكتابة والقراءة ومحاظرات أخلاقية
فبدأ سام يتغير شيئاً فشيئاً من لص فاشل
الى انسان مهذب محب للقراءة ولاحظ السيد المحترم موهبة الكتابة لدى سام عندما قراء كتاباته وكانت تحتوي على سرد رائع وخواطر جميلة فقام بتدريبه وتعليمه على اصول الكتابة وأساسياتها تطور سام كثيراً
وأنتقل للعيش مع السيد المحترم في بيئة محترمة
أما والده السكير فبقي في الكوخ القديم بين زجاجات الكحول والأقذار وبعد فترة وجيزة أصبح سام كاتباً وأطلق كتابه
الأول بعنوان ( ولادة جديدة )
0 التعليقات:
إرسال تعليق